العرض في الرئيسةفضاء حر

أخر الأدوار التي تم إيكالها لهادي في مهمته النهائية..!

يمنات

عبدالخالق النقيب

[email protected]

الهدنة لم تكن واردة ، فالمعارك التي يدور رحاها الآن في الساحل الغربي لليمن تم الترتيب لها من أيام على مختلف الصعد العسكرية، وكأن الحرب تندلع لأول مرة..!!

فرّط التحالف العربي الذي تقوده المملكة بفرصة يصعب تكرارها لإيقاف ما بقي من هذه الحرب و الخروج بماء الوجه، فالوقت المتبقي لكيري و إدارته لن يسعفه مجدداً على مد يده للمملكة وإنقاذها من مآلات خطرة تتهددها إزاء اتساع رقعة الحرب و إطالة أمدها..!

هذه الحرب ليس لها توازنات للمراهنة عليها في تقديم فرضيات متوقعة، ثمة نزعة سادية تتحكم بتحالف المملكة و مزاج الكراهية الطافح بالغرور هو من ينتج كل هذا الفعل الهيستيري..!!

إشعال جبهات الحرب في كل الجبهات، و فتح جبهات جديدة في باب المندب و تعز، و ارتفاع وتيرة القتال فيها وسط تعزيزات عسكرية و تحشيد هائل تم الدفع بها من معسكر صلاح الدين بمدينة عدن جنوباً و من ميدي الحدودية شمالاَ، و دفعها لمرتزقتها بطريقة عبثية تحاول أن تعيد ترتيب صفوفها لتقدم للعالم انجازاً على الأرض و تثبت أنها انتصرت أخيراً و لم تستسلم..! غير أنها عجزت عن انجاز انتصار يغير مسار الحرب و معادلاته طيلة عامين و بالتأكيد لن يتغير بغضون أيام.

ربما لا يستطيع كيري أن يمسك ثوراَ هائجاَ من قرنيه بعضلات مفتولة، سيكتفي بمتابعة الإسناد الجوي الكبير في القواعد الجوية العسكرية للمملكة و قواعدها المستأجرة في جيبوتي، كيري أيضاً لن يأمر زوارقها الحربية و قطعها البحرية بالتوقف، ثم يشرع بتذكيرها بحرب لم تجلب سوى المزيد من الإخفاقات حتى و قد استنفذت كل الحيل دون أن تحقق على الأرض أي تقدم يذكر..!

في منتصف الهدنة تحدث هادي عن “السلام الدائم” الذي لن يتنازل عنه  و كأنه كان علينا أن نفهم سلامه الذي يصدره لليمنيين عبر طائرات المملكة و بارجاتها الحربية، لقد أنهى خطابه للتو ثم انصرف لإعداد قرارات جمهورية أطاحت بكبار من تبقى من القادة العسكريين المحسوبين على تعييناته السابقة..!

المملكة و الإمارات كانتا تراهن على خلاف حوثي صالحي يتكلف بإفشال إعلان مسقط، انتزع كيري التزاماً خطياً من حلفاء صنعاء، و لم يكن يعلم وقتها أن تحالف المملكة كان متفرغاً لترتيب معركة ساخنة تطيح بمبادرته و مساعيه المعلنة..!!

مَشاهد الحرب تقترب من فصولها الأخيرة رغم احتدام المعارك و انهيار الهدنة السابعة كسابقاتها، و هذه المرة يسعى التحالف لإنجاز محاولة أخيرة قد تحقق له انتصار ميداني في الوقت بدل الضائع لتتمكن من استخدامه لاحقاً كورقة ضغط في مسار المفاوضات القادمة التي أصبحت أمراً لا مفر منه، وفق كل المعطيات الدولية التي تعاطت مع المسألة اليمنية بنمط مغاير عن بداية العاصفة التي تفاقم فشلها.

نحن الآن بصدد عرض آخر الأدوار التي تم إيكالها لهادي في مهمته النهائية ليتم إزاحته مع نائبه كمعضلة تعثرت عندها مفاوضات الكويت و ظهران الجنوب لاحقاً، و حان الوقت لتجاوزها والحصول على  نتائج جدية تنهي الصراع القائم.

المصدر: رأي اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى